• لا تكن كمن عاش شطر حياته الأول يشتهي الشطر الثاني ، وعاش شطر حياته الثاني آسفا على ضياع شطر حياته الأول

الثلاثاء، 28 يوليو 2009

جـــواز زيـــرو



يعني ايه جواز زيرو ؟؟


يعني كل اللي نفسك فيه .. نفس شكل الجواز من غير ذرة حب
يعني تحلم بصيدلة وتلاقي نفسك في حاسبات
يعني تحب سالي وتتجوز بنت عمك فتكات
يعني تعشق البحر وتصيف في الواحات
وهي دي العيشة مع جواز زيرو


الحب هو : " حب ماما .. حب بابا .. علي اد ما تقدر حب .. لو هتصاحب الغلابة يبقي هيرضي عليك الرب"
بل هو هذه الحلوى الملونة ذات الرائحة الذكية والطعم الحلو التي تغلف العلاقة الانسانية بين شخصين فتواري عيوبهم الخارجية والداخلية .. فتنظر اليه بكرشه المتدلى وصلعته البراقة وبخله وفجاجة الفاظه وافتقاره لادني مستويات الذوقيات وتوشك ان تطلق صرخة مدوية ولكن ما ان يصل تأثير كبسولة الحب الي المخ حتى تخدر عقلها وتعطي له اجازة مفتوحة وتسدل ستار العمى علي عينيها ويٌخيل لها انها امام توم كروز بشعره الكثيف البراق وجسمه المتناسق الممشوق و تري فيه كرم حاتم ورومانسية قيس وشهامة عنترة (وربنا يجازي السجاير البني اللي بتعمل دماغ تمام )


الزواج هو : " ان يتزوج الخروف من النعجة .. والثور من البقرة .. ولا يجوز تزاوج الكلاب الضالة للحد من انتشار السلعوة"
بل هو ذلك الرباط المقدس بين الزوجين .. سوبر جلو .. كلما قرر احد الطرفين الانفصال لاستحالة الحياة بينهما يظهر الجلو (المقاريض اولادهم) ويقولوا له " هتسيبنا لمين يا بابا " .. فيتراجع عن قرارة الاهوج من اجل الصالح العام و رفقا بالاصلاحيات ودور اعادة تاهيل النشء.


زواج زيرو : هو زواج خالي من الحب (واجهة اجتماعية) .. ان تحصل البنت علي لقب (مدام) وان ترتدي دبلة بالبنصر الايسر .. وتبرزها في اعين صديقاتها ستين مرة في الدقيقة وتتحدث عن زوجها بمناسبة وبدون كي تعلم الجميع انها حظيت بفارس الاحلام وبمجرد عودتها الي البيت تعامله معاملة سنية الشغالة والاكل عندك فى التلاجة ادخل سخن وكل انا اتغديت بره.


زواج زيرو : هو ان يحصل الرجل علي المقاييس المثالية لفتاة الاحلام .. تلك العيناها أصفى من ماء الخلجان .. تلك الشفتاها أشهى من زهر الرمان .. الخ .. ليضع صورتها فى الفيس بوك ليري اصحابه كم هو محظوظ لانه حصل علي جميلة الجميلات.. لن يقبل بصورة تخالف خياله ولو مليمتر وما الدافع الذي يجبره علي تقبل العيوب .. فهذا زواج خالي من الحب .. اذا فهو خالي من اي تنازلات .. معادلات رياضية بحتة لابد ان يتساوي طرفيها ..

جميلة المُحيا + صغيرة السن + من عائلة كريمة مشهود لها بالاخلاق = عروس ممتازة
ومع طعني في صحة المعادلة التي هي مُسلمة حفرتها العادات والتقاليد في تلافيف عقلنا الباطن .. الا ان هذا الزواج لازال زواج زيرو .. التقاء المصالح والرغبات هو ما شكل العلاقة لا التقاء الارواح .. فيتزوجها ويحصل علي تمثال من السكر الابيض .. جميل الشكل والطعم ولكن بلا روح .. والاغرب اننا لو اضفنا قليلا من السكر (الحب) لهذه العلاقة فنجد الشخص يتغاضي عن مُسلماته ويضرب بها عرض الحائط .. ويقبل بمطلقة بعد ان كان يرفض فتيات كثيرات سبق لهن الارتباط بخطبة .


انه الحب .. ان تحب زوجك (سواء تزوجته عن حب او احببته بعد الزواج) فانت قطعا محظوظ لانك ضمنت ساتر من العمي ومخدر عقلي ممتد المفعول .. يستر عيوب زوجك عنك فيقلل من ادراكك لها ومن ثقلها علي نفسك وبالتالي تستقيم الحياة وتستمر .. اما اذا نزعنا الساتر والمخدر فما الذي يجبرك علي تحمل هذا الكائن الفج الذي يفتقر لاي جمال معنوي او حسي ؟!


واذا كان الزواج الزيرو بمثل هذه القسوة والمادية فلماذا نستمر فيه ؟؟
واذا كنا علي دراية تامة بماهية الحب وخيالاته وتهيؤاته .. فلما لا نحكم عقولنا وقلوبنا فى الزواج الزيرو لنمنحة لمسة سكرية تخفف من مرارته و نمنحه فرصة عادلة متوازنة لعله يأتي لنا بالزوج المناسب ؟

الخميس، 23 يوليو 2009

إنها الحياة


هكذا تأرجحنا الحياة .. تارة تصعد بنا الي عنان السماء حتى نلامس احلامنا باطراف اصابعنا ونوشك ان نسمع همس الافراح .. وفجاة تَهوِي بنا الي جوف الارض حتى تكاد ارواحنا ان تُزهق و توشك تآوهاتنا المتقدة ان تنخرس .. هي الحياة تضغطنا وتسحقنا وتنثرنا رمادا اشعث على الطرقات .. يتحين النسيم ليلتقط انفاسه فيلملم شتات نفسه وينهض من جديد .. هي الحياة متوالية من الانقباض والانبساط .. الصعود والهبوط .. الظلام والنور .. لم تعدنا يوما بالراحة التامة او بالسعادة الابدية .. بل دوما حرصت علي ان تلقنَا الدرس فالقتنا فى متاهة الامنيات فتٌهنا وتعثرنا وانتحبنا ونسينا ان الليل يتبعه النهار ونسينا ان التفتح يسبقه الافول واقسمنا اننا فى ارض عجفاء سوداء.. لا امل فيها لبارقة نور او قطرة ماء .

اخذت زورقى ورٌحت اجوب بحار النفس البشرية .. رأيتهم جميعا يتذمرون يشكون يصرخون .. بركان رغبات نهم لا ياكد ينتهي من التهام رغبة حتى يبحث عن اخرى .. لم يتذوق حلاوة الوصول لغايته قط .. وتحدثه غدا عن امنيه الامس فيزدريها ويحتقرها ويدعى انها لا تساوي خردلة .. ايكون هذا رأيه ان لم يحصل عليه ؟؟ قطعا لا .. اننا لا نتذكر الا ما استعصى علينا ونمحو من ذاكرتنا من اتانا طوعا .. هو ابن ادم لا يملأ عينيه الا التراب.

كنت اظننى اتعس التعساء واشقى الاشقياء .. قررت ان اقلب هرم الامنيات وانظر الي القاعدة العريضة التي املكها لا الي الرأس المدببة التى عجزت عن الوصول اليها .. نظرت حولي فرأيت من هم اتعس واشقي .. بل ووجدت من يحسدونني ويغارون مني .. قطعا هم ينظرون الي ما املك لا الي ما ينقصني .. وانا انظر الي ما ينقصني لا الي ما املك .. مساكين هؤلاء الحاسدون و مسكينة يا نفسي .. لا اجد مبررا لكل الآمك .. بل لا اجد مسببا للالم سواي .. فانا من اجاد تعذيب نفسه .. وانا من فُتن بالنصف الفارغ من الكوب زمنا طويلا ..وانا من ارهق ذهنه فى حل طلاسم الاحاجي والالغاز .. ولم يرى بريق الحل الساطع بين ثنايا الراء والضاد والالف .. قررت ان اخرق شرنقتي واطل برأسي لارى العالم من حولي .. وارى التائهون فى الدرب مثلي .. قررت ان افتح نوافذى للنور .. قررت ان ارضى لاستمتع بالحياة.

C'est La Vie